-->
مدونة اجتهاد الاسلامية مدونة اجتهاد الاسلامية
random

موضوعات جميله

random
recent
جاري التحميل ...
recent

حكمة عمر بن الخطاب

حكمة عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب هو من أكثر الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- حكمة وفراسة وإصراراً على الحق، لقّب بالفاروق لعدله، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، له العديد من المواقف التي تبين حكمته وحنكته ومنها أذكر هنا: أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه ‏قال عمر: ما هذا قالوا : يا أمير المؤمنين، هذا قتل أبانا. ‏قال: أقتلت أباهم ؟ ‏قال: نعم قتلته ! ‏قال : كيف قتلتَه ؟ ‏قال : دخل بجمله في أرضي، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً، وقع على رأسه فمات. ‏قال عمر : القصاص ( ‏الإعدام ) .. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ ‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، ولو كان ‏ابنه ‏القاتل، لاقتص منه .. ‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية، فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا. قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية، ثم تعود إليَّ؟ ‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه، ولا خيمته، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف .. ‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة، وعمر مُتأثر، لأنه ‏وقع في حيرة، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول، وسكت الناس ، ونكّس عمر ‏رأسه، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟ ‏قالا : لا، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين.. ‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!! ‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده، وصدقه ،وقال: ‏يا أمير المؤمنين، أنا أكفله. ‏قال عمر : هو قَتْل، قال : ولو كان قاتلا! ‏قال: أتعرفه ؟ ‏قال: ما أعرفه، قال : كيف تكفله ؟ ‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب، وسيأتي إن شاء‏الله ‏قال عمر : يا أبا ذرّ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك! ‏ قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ... ‏فذهب الرجل، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع ‏أطفاله وأهله، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي، ليقتص منه لأنه قتل . ‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة، فجاء الشابان ، واجتمع الناس، وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين! ‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكت‏الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله. ‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد ‏لكن هذه شريعة، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية، لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس، وفي مكان دون مكان. ‏وقبل الغروب بلحظات، وإذا بالرجل يأتي، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون‏ معه. ‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !! ‏قال: يا أمير المؤمنين، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل، وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس. فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟ فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس ‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟ ‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه، وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس ! ‏قال عمر : الله أكبر، ودموعه تسيل على لحيته .. ‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ ‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك ... ‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك.... ‏قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده، لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام في أكفان عمر!!.

التعليقات

https://www.facebook.com/groups/725634620858603
https://www.facebook.com/groups/725634620858603


جميع الحقوق محفوظة

مدونة اجتهاد الاسلامية

2016