الذّنوب :هي سبب تعاسة الإنسان في حياته الدنيا، وهلاكه في الآخرة، حيث أنّ الإنسان الذي تكثر ذنوبه لا يلقى التوفيق من الله تعالى، فيفشل في حياته الدنيويّة، ويعاني من مشاكل ضيق الصدر، والإنسان ذو العقل السليم يسعى دائماً للخلاص من هذه الذّنوب، لينال بذلك رضا الله تعالى والتوفيق والسداد في حياته، وعظيم الجنة في الآخرة باذن الله، فإن كنت أذنبت في يوم من الأيام وارتكبت معصية فلا تيأس من رحمة الله، فيقول تعالى: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ "، فباب التوبة مفتوح دائماً أمام العبد المؤمن، بل إن الله تعالى يحب المؤمن الذي يعترف بذنبه ولا يتمادى فيه، وإنّما يسارع إلى طلب المغفرة من الله تعالى، وتعويض ما اقترفه من ذنب بحسنات وأعمال صالحة، وهنا بعض الطرق التي يمحو الله تعالى بها الذّنوب، والتي لا بد أن تواظب عليها لتحصل على مغفرة من الله وأجر كريم: أولاً: التّوبة، فكما نعلم بأن التّوبة إلى الله تعالى هي بداية التّقبل عنده، فالله يحب المؤمن التائب المتضرّع الراجي الرّحمة، والتوبة هي فرض على كل مؤمن، بأن يعود إلى الله تعالى ويعترف بذنبه وأن يقلع عنه فوراً، ويرجو في قرارة نفسه التوفيق من الله تعالى في الإبتعاد عن هذا الذنب، وأن يجاهد نفسه على ذلك، فلذلك لابد أن تكون التوبة توبة نصوح لا يتبعها إقتراف للذنب أو إستصغار له. ثانياً: الاستغفار، بالاستغفار يطلب المؤمن من الله تعالى المغفرة وأن يعفو له تقصيره في عبادة أو ارتكابه لذنب، ويكون هذا الطلب صادقاً يشمل القلب واللسان والجوارح، فما التوبة الا دليل على أن العبد عاد إلى الله تعالى راجياً رحمته ورضاه، وما الإستغفار إلا إعتراف بالذّنب وطلب من الله تعالى أن يمحوه ويبدله الحسنات، كما أنّ القلب يطمئن بالإستغفار، وينشرح الصدر وينجلي الهم، وبالإستغفار ينشغل اللّسان بالطّاعة بدلاً من حديث اللّهو من غيبة ونميمة والذي يترتب عليه المعاصي. ثالثاً: الإكثار من الحسنات، فالحسنات تمحو السيئات كبيرها وصغيرها، ولكن يجب الملائمة بين حجم السيئة والحسنة التي يتبعها بها، فالسيئة الكبيرة يجب إتباعها بحسنة كبيرة لتزيلها، ومن الوسائل التي يمكن بها جمع الحسنات، قراءة القرآن، وذكر الله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، والمشاركة في نشر الخير أو في بناء مسجد، فمن رحمة الله تعالى بنا أنّه جعل باب جمع الحسنات واسع جداً، إلى حد أن إبتسامتك في وجه أخيك صدقة. رابعاً: الأذى الذي يلقاه المؤمن: فالابتلاءات التي يتعرّض لها الإنسان المؤمن في حياته الدنيا هي إختبار من الله تعالى لمدى صبره وإحتسابه الأمر عند الله، فعندما يصبر الإنسان على البلاء ويوكل أمره إلى الله تعالى فإن الله يجزيه بخير الجزاء ويبدله بدل صبره حسنات تمحو سيئاته. وأخيراً فإن كل إبن آدم خطاء، ولكن خير الخطائين التوابين، وباب التوبة مفتوح دائماً، والله يحب أن يرجع إليه عبده، فسارع في التوبة إلى الله وبذل الجهود للخلاص من الذّنوب التي إرتكبتها في الماضي، لعل الله يتقبلك مع عباده الصالحين.
إرسال تعليق