رجل في السماء اشهر منه في الارض واسمه في السماء الحليم رجل من قريش،ومن بطن من بطونها هو أبا بكر الصديق لم تشهد الجزيرة العربية مثل صدقه ووفائه وحبه للمصطفي صل الله عليه وسلم وايثارا للحق وتمسكا بالقيم وفداء للشرف والعقيدة عرف الناس أبا بكر في الجاهلية ولقبوه بالصديق لصدقه ولانه اول من صدق برسول الله صلي الله عليه وسلم ، وأنه كان يتولي أمر الديات وينوب فيها عن قريش كما عرف بالعتيق لجمال وجهه والعتيق من العالقة وهي الجمال والجودة في كل شىء وسمى في الاسلام بالصديق، لانه صدق النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء، وبالعتيق لان الرسول صلى الله عليه وسلم بشره بالعتق من النار وعرف بهذه الألقاب على محملها في الجاهلية ومحملها في الاسلام ففي حياته وسىرته قبل الاسلام وبعده ما يحقق هذه التسميات أو تللك الألقاب .
صفات أبا بكر كان رجل ابيض نحيف خفيف العارضين احدب لا يستمسك ازاره يسترخي علي خصره كان وجهه قليل اللحم فيه غائر العينين كان الفيا حسن العشرة، مطبوعا علي افضل الخصال واطيبها مما جعله يالف الناس ويالفه الناس اجمعون، لأنه ودود يكسب المعدوم ىصل الرحم ويحمل الكل ويكرم الضيف و يعين علي نوائب الحق ومما نخلص إليه من سيرة الصديق رضي الله عنه أنه كان صامتا اكثر وقته وقورا وكان أبو بكر سديد الرأس، بعيد النظر قوي الملاحظة ينظر إلي واقع الأمور ورغم قصر مدة خلافته الا انها كانت حافلة باعظم الإنجازات وانبل التطورات .
وقد تجلت كثافة ابي بكر في مواقف شتى ولا سيما في الملمات والأزمات فالرجل العظيم تشهد له المواقف العظيمة فعندما مات الرسول صلى الله عليه وسلم قال من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم قرأ أبو بكر( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل فإن مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقليه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين) وبعد أن دفن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عمر أن هذا ابو بكر ذو شيبة المسلمين فبايعوه فبايعه الناس ورأي ابو أن هذا الأمر مصير أمة واستمرار رساله جاءت بالخير للبشريه جمعاء،وها هي يقف رجالها في معرض الابتلاء والفتنة واكتشاف السيوف وشيك بل واقع لا محالة وهنا لابد من القول الفصل الحاسم في هذا المقام الشديد الخطورة الخطير الشدة وقف ابو بكر الصديق رضي الله عنه فحمد الله واثني عليه بما هو أهل له فتكلم عن المهاجرين وغضبهم ذكر كيف خصهم الله بتصديق نبيه والإيمان به والمواساة له والصبر معه على شدة الذي قومهم لهم وتكذيبهم اياهم، وكل الناس لهم تحالف عليهم زار،فلم يستوحشوا لقلة عددهم وشتم الناس لهم واجماع قومهم عليهم فهم اول من عبد الله علي الارض وأمن بالله ورسوله،وهم اولياؤه وعشيرته واحق الناس بهذا الامر من بعده ولا ينازعم ذلك إلا ظالم وللذك نري أن الله سبحانه وتعالى نصر الاسلام نصرا مؤزرا بأبي بكر ولولاه لما كان هذا النصر الساحق الشامل الذي ارتفعت فيه وبه راية الإسلام خفاقة عالية في الضمائر والنفوس وبالفعل تأسست دولة إسلامية قوية راسخة علي أنقاض دولتي الفرس والروم طمست الحضارة الإسلامية حضارتيهما .
وأعظم ما قدمه ابو بكر لتأمين الدولة الإسلامية أن بعث بجيش ليقاتل مسيلمة الكذاب الذي كان يشكل خطراعلي الدعوة الإسلامية وهذا البطل الصنديد الذي نصر الله الاسلام على يديه اعطي اكبر مثل وأعظم طراز في دقة التقدير وروعة التقييم لادق المواقف وأخرج اللحظات ولم تفارق أبا بكر سماحته المعهودة فيه حتي في أحرج لحظات غضبه إذ أنه كان يجنح للسلم لا لشىء الا لطبيعة تكوينة،ومعدنه الصافي النقي ولكن الظروف داهمته علي غفلة من الزمن ولم يكن يحسب لها حسابا قبل وقوعها ولم يجد مندوحة من الحرب والضرب بالسيف أعناق المرتدين المارقين علي شريعة الإسلام السمحة فلما ابتلى المسلمون خرج ابو بكر الصديق مهاجرا نحو ارض الحبشه حتي إذا بلغ برك العمادلقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال أين تريد يا ابا بكر فقال أبو بكر اخرجني قومي فاريد أن اشيك في الارض واعبد ربي قال ابن الدغنة فإن مثلك يا ابا بكر لا يخرج ولا يخرج انك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقرب الضيف وتعين علي نوايب الحق فانا لك جار ارجع اعبد ربك بلادك وطاف ابن الدغنة في إشراف قريش فقال لهم إن أبا بكر لا يخرج مثله فلم تكذب قريش بجواره ابن الدغنة وكان أبو بكر دائما يدعو اللهم اجعل خير عمري اخره وخير عملي خواتمة وخير ايامي يوم لقاءك ومرضى أبا بكر رضي الله عنه مرضا شديدا حتي لقي ربه وكان شغله الشاغل مصير المسلمين فكان اهم عليه من المرض ذاته .
إرسال تعليق