واجه مارك زوكربيرج الملياردير والرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك تحديًا جديدًا يضاف إلى التحديات التي مر بها خلال الفترة الماضية والتدقيق المتزايد من جانب الحكومات في جميع أنحاء العالم على منصة التواصل الإجتماعي، وذلك بعد أن واجهت منصة فيسبوك واحدة من أكبر الأزمات في تاريخها الممتد على مدار 14 عامًا بسبب فضيحة بيانات كامبريدج أناليتيكا Cambridge Analytica.
وتمثل ذلك التحدي بالاجتماع السنوي للمستثمرين، حيث أدان المستثمرون مستوى نفوذ الرئيس التنفيذي للشركة، حيث وصف مستثمر طريقة إدارة فيسبوك لبيانات المستخدمين بانتهاك حقوق الإنسان، وحذر آخر زوكربيرج من تحويل فيسبوك إلى شركة ديكتاتورية، وتم طرد أحد المستثمرين من الغرفة في الدقائق القليلة الأولى من الاجتماع ليصرخ قائلاً: “الديمقراطية لدى المستثمرين مفقودة في فيسبوك”، وذلك بعد دعوة المساهمين للتصويت ضد انتخاب زوكربيرج لمجلس الإدارة.
واستغل المستثمرون إخفاق إدارة فيسبوك متمثلة بالرئيس مارك زوكربيرج فيما يخص فضيحة بيانات كامبريدج أناليتيكا للدعوة إلى التغيير، حيث تحول الاجتماع إلى ما يشبه ثورة مفتوحة ضد طريقة إدارة السلطة التنفيذية لمارك زوكربيرج الشبيهة بالطرق الدكتاتورية، حيث تعرض زوكربيرج للتحدي عدة مرات بسبب سيطرته على الشركة.
وقال مستثمر آخر يدعى جيمس مكريشي James McCritchie إنه في حال عدم إجراء تغييرات فإن فيسبوك يخاطر بأن يصبح نموذجًا لدكتاتورية الشركات، وطلب من زوكربيرج أخذ عبرة من التاريخ والتشبه بجورج واشنطن، وليس فلاديمير بوتين.
وقام المستثمرون بإجراء تصويت على ست مقترحات لتغيير إدارة الشركة أو إجراء إصلاحات أخرى، وبينما نجا زوكربيرج ومجلس إدارته من التصويت، وهو ما يفترض أن يحصل بسبب هيكلية التصويت غير المتكافئ في الشركة، فإن الاجتماع تحول إلى مناسبة لتوبيخ المسؤولين عن فيسبوك.
وأوضحت كريستين جانتز Christine Jantz من Northstar Asset Management أنه إذا كانت الخصوصية حقًا من حقوق الإنسان، كما ذكر المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت، فإنه من الواضح أن سوء إدارة فيسبوك لبيانات العملاء يعد بمثابة انتهاك لحقوق الإنسان.
ودعت كريستين إلى محاولة إصلاح هيكلية التصويت لحملة الأسهم ضمن فيسبوك، إذ يسيطر مارك زوكربيرج بموجب الهيكلية الحالية على غالبية أسهم التصويت، وذلك على الرغم من أنه لا يمتلك أغلبية الشركة، إلا أن أسهمه تملك 10 أضعاف قوة التصويت للأسهم المتاحة للمستثمرين العاديين، وألقت اللوم على هذه الهيكلية التي تمنع حل المشكلات، والتي وصفتها بأنها مثال فاضح على تشكيل مجلس إدارة من قبل الرئيس التنفيذي لتلبية احتياجاته بدلاً من تلك الخاصة بالمستثمرين.
وأوضح مستثمر آخر عند الحديث عن اقتراح تغيير نهج مجلس الإدارة أن شركته تمكنت من تحديد ما لا يقل عن 15 خلافًا مميزًا يواجه الشركة، وأضاف أن الدليل على أوجه القصور التي تعاني منها الهيكلية الحالية ظاهرة للعيان ضمن هذا الاجتماع.
وقال مارك: “لقد حدث الكثير منذ تواجدنا هنا في العام الماضي”، وذلك في إشارة واضحة إلى الفضائح العديدة التي اجتاحت فيسبوك خلال الفترة الماضية مثل الفشل في التعامل مع التدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفضيحة تسريب بيانات 87 مليون مستخدم من قبل شركة كامبريدج أناليتيكا، وجوالة الاعتذار الأخيرة بعد ظهوره أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي.
وكرر مارك زوكربيرج نفس التأكيدات التي استخدمها أمام المشرعين الأمريكيين والأوروبيين في وقت سابق من هذا العام، وقال: “نحن نركز بشكل كبير على أن نكون أكثر شفافية”، مع الحديث حول العمل على الحد من انتشار حسابات المستخدمين المزيفة، ووقف انتشار الأخبار الكاذبة من خلال المنصة، ومحاولة ضمان نزاهة الانتخابات.
إرسال تعليق