من أجمل أقوال سيدنا عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه، والتي تدل على الشهامة والعدل والإنصاف والاستماتة في إيصال الخير، ندرجها لكم في هذا المقال: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزّة بغيره أذلنا الله. لا يعجبكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدّى الأمانة وكفّ عن أعراض الناس، فهو الرجل. أغمِضْ عن الدُّنيا عينَكَ، وولِّ عنها قَلبَكَ، وإيَّاكَ أن تُهلككَ كمَا أهلكَت مَن كان قَبلكَ، فقد رأيتُ مصَارعَها، وعاينتُ سوءَ آثارِهَا على أهلها، وكيف عَريَ مَن كَسَت، وجَاعَ مَن أطعمت، ومات مَن أحيت. عليك بالصدق وإن قتلك. من كَثر ضحكه قلّت هيبته، ومن مَزح إستخف به، ومن أكثر من شيء عرف به. تعلّمو المِهنة فإنّه يوشك أن يَحتاج أحدكم إلى مِهنته. إذا كان الشغل مجهده فإن الفراغ مَفسدة. مَكسبة فيها بعض الدناءة خيرٌ من مسألة الناس. عليكم بذكر الله تعالى فإنّه دواء، وإيّاكم وذكر الناس فإنّه داء. من عرّض نفسه للتهمة، فلا يلومنّ من أساء الظن به. ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مراراً. تعلّموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا الوقار والسكينة وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه، ولا تكونوا جبارة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم. ثلاث تثبت لك الود في صدر أخيك: أن تبدأه بالسلام، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه. ما وَجد أحدٌ في نفسه كبراً إلاّ من مَهانة يَجدها فى نفسه. إنّ الكذوب لا ينفعك خيره وإن صدقك في بعض، والغاش عين عليك وليس عيناً لك. إني لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء. أصلحوا سرائركم تصلح علانيتكم. ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر، ولكنه الذي يعرف خير الشرّين. من إتّقى اللهَ وقاه، ومن توكل عليه كفاه. ترك الخطيئة خير من مُعالجة التوبة. أعقل الناس أعذرهم للناس. إعرف عدوك، وإحذر صديقك إلّا الأمين. لا يترك الناس شيئا من أمر دينهم لإصتصلاح دنياهم، إلّا فتح الله عليهم ما هو أضر منه. لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يُحبون الناصحين. لكل صارم نبوة، ولكل جواد كبوة، ولكل عالم هفوة. لا يقعدنّ أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول اللّهم أرزقني، فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضه. العلم بالله يُوجب الخضوع والخوف، وعدم الخوف دليل على تعطيل القلب من المعرفة، والخوف ثمرة العلم، والرجاء ثمرة اليقين، ومن طمع في الجنة إجتهد في طلبها، ومن خاف من النار اجتهد في العرب منها. البخل عار، والجبن مَنقصة، والفقر يخرس الفطن عن حجّته، والعقل غريب في بلدته، والعجز آفة، والصبر شجاعة، والزهد ثروة، والورع جنة. إذا أسأت فأحسن، فغني لم أرَ شيئاً أشد طلباً ولا أسرع دركاً من حَسنة حديثة لذنب قديم. ما أقبح القطيعة بعد الصّلة، والجفاء بعد المَودة، والعداء بعد الأخاء. عجبت للبخيل يَستعجل الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغني الذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويُحاسَب في الآخرة حِساب الأغنياء. كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون، قيل: وكيف ذلك ؟ قال: بأخلاقكم. عَجبت لمن شك في الله، وهو يرة خلق الله، وعَجبت لمن نَسِيَ الموت وهو يرى الموت، عَجبت لمن أنكر النشأة الأخرى، وهو يرى النشأة الأولى، وعجبت لعامر دار الفناء، وتارك دار البقاء، وعجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفه، ويكون غداً جيفة. أميتوا الباطل بعدم ذكره. إنكم لا تغلبون عدوكم بعدد ولا عُدة، ولكن تغلبونهم بهذا الدين، فإذا استويتم أنتم وعدوكم في الذنوب، كانت الغلبة لهم. أجرأ الناس، من جاد على مَن لا يرجو ثوابه .. وأحلم الناس، من عفا بعد القدرة .. وأبخل الناس، الذي يبخل بالسلام .. وأعجز الناس، الذي يَعجز عن دعاء الله. قال عمر رضي الله عنه: إن في العُزلة راحلة من أخلاط السوء، أو قال من أخلاق السوء. قال رَجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، إنّ فلان رجل صدق، فقال له: هل سافرت معه؟ قال: لا، قال: فهل كانت بينك وبينهُ معاملة؟ قال: لا، قال: فهل ائتمنته على شيء؟ قال: لا، قال: فأنت الذي لا علم لك به، أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد. قال عمر رضي الله عنه: الأمور الثلاثة: أمر إستبان رشده فاتبعه، وأمر استبان ضره فأجتنبه، وأمر أشكل أمره عليك، فردّه إلى الله. قال عمر رضي الله عنه: لو نادى مُنادي من السماء: أيها الناس، إنكم داخلون الجنة كلّكم أجمعون إلّا رجلاً واحد، لخفت أن أكون هو، ولو نادى منادٍ: أيها الناس، إنّكم داخلون النار إلا رجلاً واحداً، لرجوت أن أكون هو. حَمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قربةً على عنقه، فقيل له في ذلك فقال: إن نفسي أعجبتني، فأردت أن أذلها. قال عمر رضي الله عنه: إن الحِكمة ليست عن كبر السن، ولكن عطاء الله يعطيه من يشاء. كتب عمر رضي الله عنه إلى سعد بن أبي الوقاص رضي الله عنه: يا سعد ، إن الله إذا أحبّ عبداً حبّبه إلى خلقه، فاعتبر منزلتك من الله بمنزلتك من الناس، واعلم أن ما لَكَ عند الله مثل ما لله عندك. سأل عمر رضي الله عنه رجلاً عن شيء، فقال: الله أعلم، فقال عمر لقد شقينا إن كنا لا نعلم أن الله أعلم!! إذا سئل أحدكم عن شيء لا يعلمه، فليَقل: لا أدري. مَن كَتم سره كان الخيار بيده. لا تتعلم العلم لثلاث ولا تتركه لثلاث، لا تتعلمه لتماري به ولا لتباهي به، ولترائي به ولا تتركه حياء في طلبه ولا زهادة فيه ولا رضا بالجهل به.
إرسال تعليق