اتق المحارم تكن أعبد الناس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن او يعلمهن من يعمل بهن ؟" ، فقال أبو هريرة : فقلت انا يا رسول الله ، فأخذ بيدي فعد خمساً ، وقال :" اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن اغنى الناس ، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً ، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب". رواه الإمام أحمد والترمذي وحسنه الألباني . أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بخمس خصال ، وكان صلى الله عليه وسلم في مجساً مع أصحابه فأراد أن يوصيهم ، وأبو هريرة رضي الله عنه كان من الذين لازموا رسول الله صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة ، وكان لهذا أثر في نقل أبو هريرة العديد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى عد أبو هريرة من أهم رواة الحديث الشريف . وأما وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الأولى فكانت اتقاء المحارم ، قال (اتق المحارم تكن أعبد الناس) ، والمحارم تشمل جميع ما حرمه الله من أفعال ، وما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته ، ومنها القتل والسرقة والزنا والكذب وخيانة الأمانة والغيبة والنميمة وقول الزور وأكل الربا وقطع الأرحام وشرب الخمر وعقوق الوالدين واتباع السحرة وممارسة السحر وغيرها ، و اتقاء المعصية هي الاعتناء بالبعد عنها وعدم وضع الذات في مسبباتها ، وإن استطاع المرء اجتناب جميع ما نهى الله عنه ارتقى إلى اعلى مراتب العبودية والطاعة لكونه جاهد نفسه على ترك الحرام ، فأصبح بذلك من المجاهدين في سبيل الله . وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : من سره ان يسبق الدائب المجتهد فليكف عن الذنوب . وقال الحسن البصري : ما عبد العابدون بشئ أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه .
إرسال تعليق