مبكيه ومؤثره جدا
ﻗﺼﺔ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻛﺎﻣﻠﻪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﺰﻝ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
) ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻭﺃﺗﻤﻤﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻧﻌﻤﺘﻲ ﻭﺭﺿﻴﺖ ﻟﻜﻢ
ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎ (
ﻓﺒﻜﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﻪ.. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﺎ
ﻳﺒﻜﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺁﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﺁﻳﻪ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ..
ﻓﻘﺎﻝ :
ﻫﺬﺍ ﻧﻌﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ...
ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .. ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻓﺎﻩ ﺑـ 9 ﺃﻳﺎﻡ
ﻧﺰﻟﺖ ﺁﺧﺮ ﺍﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
) ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﻳﻮﻣﺎ ﺗﺮﺟﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺗﻮﻓﻲ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ
ﻛﺴﺒﺖ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻮﻥ... )
ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ( :
ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺯﻭﺭ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺃﺣﺪ ( ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﻲ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺃﺣﺪ ﻭﻭﻗﻒ ﻋﻠﻲ
ﻗﺒﻮﺭ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﻗﺎﻝ :
) ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺃﺣﺪ، ﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻜﻢ ﻻﺣﻘﻮﻥ، ﻭﺇﻧﻲ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﻢ ﻻﺣﻖ(
.
ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﻩ ﺑﻜﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ
ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﺒﻜﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻗﺎﻝ
ﺍﺷﺘﻘﺖ ﺇﻟﻲ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ( ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺃﻭﻟﺴﻨﺎ ﺇﺧﻮﺍﻧﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟
ﻗﺎﻝ :
) ﻻ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ، ﺃﻣﺎ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﻓﻘﻮﻡ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ
ﺑﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻭﻧﻲ(
.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺎ ﻧﺴﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ
ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻓﺎﻩ ﺑـ 3 ﺃﻳﺎﻡ ﺑﺪﺃ
ﺍﻟﻮﺟﻊ ﻳﺸﺘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻣﻴﻤﻮﻧﻪ، ﻓﻘﺎﻝ) : ﺍﺟﻤﻌﻮﺍ
ﺯﻭﺟﺎﺗﻲ ( ، ﻓﺠﻤﻌﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ:
) ﺃﺗﺄﺫﻧﻮﻥ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﺽ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻋﺎﺋﺸﻪ ؟ ( ﻓﻘﻠﻦ: ﺃﺫﻥ ﻟﻚ ﻳﺎ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻓﺠﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ
ﻃﺎﻟﺐ
ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻓﺤﻤﻼ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﺠﺮﺓ ﻣﻴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﻲ ﺣﺠﺮﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﺮﺁﻩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﻩ .. ﻓﻴﺒﺪﺃ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺑﻬﻠﻊ:
ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺣﻞ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.. ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺣﻞ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ. ﻓﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﺍﻣﺘﻸ ﻭﺗﺰﺍﺣﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻓﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻐﺰﺍﺭﻩ،
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ : ﻟﻢ ﺃﺭ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺃﺣﺪ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻋﺮﻗﺎ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﺸﻜﻞ .
ﻓﺘﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺁﺧﺬ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺃﻣﺴﺢ ﺑﻬﺎ ﻭﺟﻬﻪ، ﻷﻥ ﻳﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻛﺮﻡ
ﻭﺃﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﻳﺪﻱ. ﻭﺗﻘﻮﻝ : ﻓﺄﺳﻤﻌﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ
، ﺇﻥ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻟﺴﻜﺮﺍﺕ .( ﻓﺘﻘﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﻪ : ﻓﻜﺜﺮ ﺍﻟﻠﻐﻂ ) ﺃﻱ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ( ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﺷﻔﺎﻗﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺎﻫﺬﺍ ؟ . ( ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻘﺎﻝ ) :
ﺍﺣﻤﻠﻮﻧﻲ ﺇﻟﻴﻬﻢ . ( ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ،
ﻓﺼﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ 7 ﻗﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺣﺘﻲ ﻳﻔﻴﻖ . ﻓﺤﻤﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺻﻌﺪ
ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ.. ﺁﺧﺮ ﺧﻄﺒﻪ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺁﺧﺮ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻟﻬﻔﻘﺎﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻛﺄﻧﻜﻢ ﺗﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﻠﻲ (
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻧﻌﻢ ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ . ﻓﻘﺎﻝ :
) ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻣﻮﻋﺪﻛﻢ ﻣﻌﻲ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻣﻮﻋﺪﻛﻢ ﻣﻌﻲ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﺤﻮﺽ..
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﺄﻧﻲ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﻲ ﻫﺬﺍ. ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ
ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻓﺴﻮﻫﺎ
ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎﻓﺴﻬﺎ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ، ﻓﺘﻬﻠﻜﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﻫﻠﻜﺘﻬﻢ ... (
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﻩ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﻩ (
ﺑﻤﻌﻨﻲ ﺃﺳﺘﺤﻠﻔﻜﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻓﻈﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﻼﻩ ،
ﻭﻇﻞ
ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
) ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ،
ﺍﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺧﻴﺮﺍ (
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﻋﺒﺪﺍ ﺧﻴﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ (
ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﻗﺼﺪﻩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺼﺪ ﻧﻔﺴﻪ ،
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻫﻮ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﻪ ، ﻓﺎﻧﻔﺠﺮ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻋﻼ ﻧﺤﻴﺒﻪ ،
ﻭﻭﻗﻒ ﻭﻗﺎﻃﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ : ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺂﺑﺎﺋﻨﺎ
، ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ، ﻓﺪﻳﻨﺎﺀ ﺑﺄﻭﻻﺩﻧﺎ ، ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ،
ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄﻣﻮﺍﻟﻨﺎ ، ﻭﻇﻞ ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ ....
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ، ﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ .. ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ
ﻗﺎﺋﻼ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺩﻋﻮﺍ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ، ﻓﻤﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ
ﻣﻦ
ﻓﻀﻞ ﺇﻻ ﻛﺎﻓﺄﻧﺎﻩ ﺑﻪ ، ﺇﻻ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ، ﻓﺘﺮﻛﺖ
ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻛﻞ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺗﺴﺪ ﺇﻻ
ﺑﺎﺏ
ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻻ ﻳﺴﺪ ﺃﺑﺪﺍ (
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ .. ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻓﺎﻩ ﻛﺂﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﻟﻬﻢ ، ﻓﻘﺎﻝ :
) ﺁﻭﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺣﻔﻈﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻧﺼﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺛﺒﺘﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﻳﺪﻛﻢ
ﺍﻟﻠﻪ .. ( ﻭﺁﺧﺮ ﻛﻠﻤﻪ ﻗﺎﻟﻬﺎ ، ﺁﺧﺮ ﻛﻠﻤﻪ ﻣﻮﺟﻬﻪ ﻟﻸﻣﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ
ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻭﻟﻪ ، ﻗﺎﻝ :
) ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺃﻗﺮﺃﻭﺍ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﺇﻟﻲ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﻪ . (
ﻭﺣﻤﻞ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ. ﻭﻫﻮ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺳﻮﺍﻙ، ﻓﻈﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺴﻮﺍﻙ
ﻭﻟﻜﻨﻪ
ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻣﺮﺿﻪ. ﻓﻔﻬﻤﺖ ﻋﺎﺋﺸﻪ ﻣﻦ
ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺍﻟﺴﻮﺍﻙ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻭﺿﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻓﻢ
ﺍﻟﻨﺒﻲ،
ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺎﻙ ﺑﻪ، ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺗﻠﻴﻨﻪ
ﺑﻔﻤﻬﺎ ﻭﺭﺩﺗﻪ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺮﻩ ﺃﺧﺮﻯ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ
ﻃﺮﻳﺎ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺷﺊ ﺩﺧﻞ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﺭﻳﻘﻲ ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺭﻳﻘﻲ
ﻭﺭﻳﻖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ...
ﺗﻘﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﻪ : ﺛﻢ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺑﻜﺖ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ
ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻟﻴﻪ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
) ﺍﺩﻧﻮ ﻣﻨﻲ ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﻪ ( ﻓﺤﺪﺛﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ
ﺃﺫﻧﻬﺎ ، ﻓﺒﻜﺖ ﺃﻛﺜﺮ . ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻜﺖ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ:
) ﺃﺩﻧﻮ ﻣﻨﻲ ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﻪ ( ﻓﺤﺪﺛﻬﺎ ﻣﺮﻩ ﺃﺧﺮﻱ ﻓﻲ
ﺍﺫﻧﻬﺎ ، ﻓﻀﺤﻜﺖ ) ..... ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺳﺌﻠﺖ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻳﺎ
ﻓﺎﻃﻤﻪ ، ﺇﻧﻲ ﻣﻴﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ( ﻓﺒﻜﻴﺖ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺟﺪﻧﻲ ﺃﺑﻜﻲ
ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﻪ ، ﺃﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﺃﻫﻠﻲ ﻟﺤﺎﻗﺎ ﺑﻲ ( ﻓﻀﺤﻜﺖ .
ﺗﻘﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﻪ : ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ (
ﻭﻗﺎﻝ :
) ﺍﺩﻧﻮ ﻣﻨﻲ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﻪ (
ﻓﻨﺎﻡ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﺭ ﺯﻭﺟﺘﻪ ، ﻭﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ
ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﻭﻳﻘﻮﻝ :
) ﺑﻞ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﺑﻞ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻷﻋﻠﻲ .. ( ﺗﻘﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﻪ:
ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺃﻧﻪ ﻳﺨﻴﺮ.
ﺩﺧﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺎﻟﺒﺎﺏ ، ﻳﺴﺘﺄﺫﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻚ ،
ﻭﻣﺎ
ﺍﺳﺘﺄﺫﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﺋﺬﻥ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ (
ﻓﺪﺧﻞ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﺭﺳﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﻴﺮﻙ ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ :
) ﺑﻞ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻷﻋﻠﻰ ، ﺑﻞ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻷﻋﻠﻰ (
ﻭﻭﻗﻒ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻄﻴﺒﻪ ،
ﺭﻭﺡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﺧﺮﺟﻲ ﺇﻟﻲ ﺭﺿﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺭﺿﻮﺍﻥ
ﻭﺭﺏ ﺭﺍﺽ ﻏﻴﺮ ﻏﻀﺒﺎﻥ .....
ﺗﻘﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ: ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻳﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺛﻘﻞ
ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ ، ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ... ﻓﻠﻢ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺃﻓﻌﻞ ،
ﻓﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺣﺠﺮﺗﻲ
ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺑﺎﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻣﺎﺕ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻣﺎﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺗﻘﻮﻝ: ﻓﺎﻧﻔﺠﺮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ. ﻓﻬﺬﺍ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺃﻗﻌﺪ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﻛﺎﻟﺼﺒﻲ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﻳﻤﻨﻰ ﻭﻳﺴﺮﻯ ﻭﻫﺬﺍ
ﻋﻤﺮ
ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻳﺮﻓﻊ ﺳﻴﻔﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﻄﻌﺖ
ﺭﺃﺳﻪ، ﺇﻧﻪ ﺫﻫﺐ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺭﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﻣﻮﺳﻲ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺭﺑﻪ ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ
ﻭﻳﻘﺘﻞ
ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ. ﺃﻣﺎ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻭﺍﺍﺍ ﺧﻠﻴﻼﻩ ، ﻭﺍﺍﺍﺻﻔﻴﺎﻩ ، ﻭﺍﺍﺍ ﺣﺒﻴﺒﺎﻩ ، ﻭﺍﺍﺍ ﻧﺒﻴﺎﻩ . ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻭﻗﺎﻝ: ﻃﺒﺖ ﺣﻴﺎ ﻭﻃﺒﺖ ﻣﻴﺘﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
ﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﻳﻘﻮﻝ : ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺈﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ، ﻭﻣﻦ
ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻲ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ ... ﻭﻳﺴﻘﻂ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻣﻦ ﻳﺪ
ﻋﻤﺮ
ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ... ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻓﺨﺮﺟﺖ
ﺃﺟﺮﻱ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﺟﻠﺲ ﻓﻴﻪ ﻭﺣﺪﻱ ﻷﺑﻜﻲ ﻭﺣﺪﻱ....
ﻭﺩﻓﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭ ﻓﺎﻃﻤﻪ ﺗﻘﻮﻝ : ﺃﻃﺎﺑﺖ
ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﺜﻮﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ... ﻭﻭﻗﻔﺖ ﺗﻨﻌﻲ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺗﻘﻮﻝ:
ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ ، ﺃﺟﺎﺏ ﺭﺑﺎ ﺩﻋﺎﻩ ، ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ ، ﺟﻨﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻣﺄﻭﺍﻩ ، ﻳﺎ
ﺃﺑﺘﺎﻩ ، ﺍﻟﻰ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻧﻨﻌﺎﻩ .
ﻗﺼﺔ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻛﺎﻣﻠﻪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﺰﻝ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
) ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻭﺃﺗﻤﻤﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻧﻌﻤﺘﻲ ﻭﺭﺿﻴﺖ ﻟﻜﻢ
ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎ (
ﻓﺒﻜﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﻪ.. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﺎ
ﻳﺒﻜﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺁﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﺁﻳﻪ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ..
ﻓﻘﺎﻝ :
ﻫﺬﺍ ﻧﻌﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ...
ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .. ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻓﺎﻩ ﺑـ 9 ﺃﻳﺎﻡ
ﻧﺰﻟﺖ ﺁﺧﺮ ﺍﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
) ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﻳﻮﻣﺎ ﺗﺮﺟﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺗﻮﻓﻲ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ
ﻛﺴﺒﺖ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻮﻥ... )
ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ( :
ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺯﻭﺭ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺃﺣﺪ ( ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﻲ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺃﺣﺪ ﻭﻭﻗﻒ ﻋﻠﻲ
ﻗﺒﻮﺭ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﻗﺎﻝ :
) ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺃﺣﺪ، ﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻜﻢ ﻻﺣﻘﻮﻥ، ﻭﺇﻧﻲ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﻢ ﻻﺣﻖ(
.
ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺭﺟﻮﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﻩ ﺑﻜﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ
ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﺒﻜﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻗﺎﻝ
ﺍﺷﺘﻘﺖ ﺇﻟﻲ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ( ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺃﻭﻟﺴﻨﺎ ﺇﺧﻮﺍﻧﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟
ﻗﺎﻝ :
) ﻻ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ، ﺃﻣﺎ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﻓﻘﻮﻡ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ
ﺑﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻭﻧﻲ(
.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺎ ﻧﺴﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ
ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻓﺎﻩ ﺑـ 3 ﺃﻳﺎﻡ ﺑﺪﺃ
ﺍﻟﻮﺟﻊ ﻳﺸﺘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻣﻴﻤﻮﻧﻪ، ﻓﻘﺎﻝ) : ﺍﺟﻤﻌﻮﺍ
ﺯﻭﺟﺎﺗﻲ ( ، ﻓﺠﻤﻌﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ:
) ﺃﺗﺄﺫﻧﻮﻥ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﺽ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻋﺎﺋﺸﻪ ؟ ( ﻓﻘﻠﻦ: ﺃﺫﻥ ﻟﻚ ﻳﺎ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻓﺠﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ
ﻃﺎﻟﺐ
ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻓﺤﻤﻼ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﺠﺮﺓ ﻣﻴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﻲ ﺣﺠﺮﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﺮﺁﻩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﻩ .. ﻓﻴﺒﺪﺃ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺑﻬﻠﻊ:
ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺣﻞ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.. ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺣﻞ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ. ﻓﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﺍﻣﺘﻸ ﻭﺗﺰﺍﺣﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻓﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻐﺰﺍﺭﻩ،
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ : ﻟﻢ ﺃﺭ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺃﺣﺪ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻋﺮﻗﺎ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﺸﻜﻞ .
ﻓﺘﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺁﺧﺬ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺃﻣﺴﺢ ﺑﻬﺎ ﻭﺟﻬﻪ، ﻷﻥ ﻳﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻛﺮﻡ
ﻭﺃﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﻳﺪﻱ. ﻭﺗﻘﻮﻝ : ﻓﺄﺳﻤﻌﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ
، ﺇﻥ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻟﺴﻜﺮﺍﺕ .( ﻓﺘﻘﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﻪ : ﻓﻜﺜﺮ ﺍﻟﻠﻐﻂ ) ﺃﻱ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ( ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﺷﻔﺎﻗﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺎﻫﺬﺍ ؟ . ( ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻘﺎﻝ ) :
ﺍﺣﻤﻠﻮﻧﻲ ﺇﻟﻴﻬﻢ . ( ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ،
ﻓﺼﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ 7 ﻗﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺣﺘﻲ ﻳﻔﻴﻖ . ﻓﺤﻤﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺻﻌﺪ
ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ.. ﺁﺧﺮ ﺧﻄﺒﻪ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺁﺧﺮ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻟﻬﻔﻘﺎﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻛﺄﻧﻜﻢ ﺗﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﻠﻲ (
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻧﻌﻢ ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ . ﻓﻘﺎﻝ :
) ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻣﻮﻋﺪﻛﻢ ﻣﻌﻲ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻣﻮﻋﺪﻛﻢ ﻣﻌﻲ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﺤﻮﺽ..
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﺄﻧﻲ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﻲ ﻫﺬﺍ. ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ
ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻓﺴﻮﻫﺎ
ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎﻓﺴﻬﺎ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ، ﻓﺘﻬﻠﻜﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﻫﻠﻜﺘﻬﻢ ... (
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﻩ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﻩ (
ﺑﻤﻌﻨﻲ ﺃﺳﺘﺤﻠﻔﻜﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻓﻈﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﻼﻩ ،
ﻭﻇﻞ
ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
) ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ،
ﺍﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺧﻴﺮﺍ (
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﻋﺒﺪﺍ ﺧﻴﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ (
ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﻗﺼﺪﻩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺼﺪ ﻧﻔﺴﻪ ،
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻫﻮ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﻪ ، ﻓﺎﻧﻔﺠﺮ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻋﻼ ﻧﺤﻴﺒﻪ ،
ﻭﻭﻗﻒ ﻭﻗﺎﻃﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ : ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺂﺑﺎﺋﻨﺎ
، ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ، ﻓﺪﻳﻨﺎﺀ ﺑﺄﻭﻻﺩﻧﺎ ، ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ،
ﻓﺪﻳﻨﺎﻙ ﺑﺄﻣﻮﺍﻟﻨﺎ ، ﻭﻇﻞ ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ ....
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ، ﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ .. ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ
ﻗﺎﺋﻼ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺩﻋﻮﺍ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ، ﻓﻤﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ
ﻣﻦ
ﻓﻀﻞ ﺇﻻ ﻛﺎﻓﺄﻧﺎﻩ ﺑﻪ ، ﺇﻻ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ، ﻓﺘﺮﻛﺖ
ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻛﻞ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺗﺴﺪ ﺇﻻ
ﺑﺎﺏ
ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻻ ﻳﺴﺪ ﺃﺑﺪﺍ (
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ .. ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻓﺎﻩ ﻛﺂﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﻟﻬﻢ ، ﻓﻘﺎﻝ :
) ﺁﻭﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺣﻔﻈﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻧﺼﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺛﺒﺘﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﻳﺪﻛﻢ
ﺍﻟﻠﻪ .. ( ﻭﺁﺧﺮ ﻛﻠﻤﻪ ﻗﺎﻟﻬﺎ ، ﺁﺧﺮ ﻛﻠﻤﻪ ﻣﻮﺟﻬﻪ ﻟﻸﻣﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ
ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻭﻟﻪ ، ﻗﺎﻝ :
) ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺃﻗﺮﺃﻭﺍ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﺇﻟﻲ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﻪ . (
ﻭﺣﻤﻞ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ. ﻭﻫﻮ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺳﻮﺍﻙ، ﻓﻈﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺴﻮﺍﻙ
ﻭﻟﻜﻨﻪ
ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻣﺮﺿﻪ. ﻓﻔﻬﻤﺖ ﻋﺎﺋﺸﻪ ﻣﻦ
ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ، ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺍﻟﺴﻮﺍﻙ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻭﺿﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻓﻢ
ﺍﻟﻨﺒﻲ،
ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺎﻙ ﺑﻪ، ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺗﻠﻴﻨﻪ
ﺑﻔﻤﻬﺎ ﻭﺭﺩﺗﻪ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺮﻩ ﺃﺧﺮﻯ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ
ﻃﺮﻳﺎ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺷﺊ ﺩﺧﻞ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﺭﻳﻘﻲ ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺭﻳﻘﻲ
ﻭﺭﻳﻖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ...
ﺗﻘﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﻪ : ﺛﻢ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺑﻜﺖ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ
ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻟﻴﻪ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
) ﺍﺩﻧﻮ ﻣﻨﻲ ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﻪ ( ﻓﺤﺪﺛﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ
ﺃﺫﻧﻬﺎ ، ﻓﺒﻜﺖ ﺃﻛﺜﺮ . ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻜﺖ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ:
) ﺃﺩﻧﻮ ﻣﻨﻲ ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﻪ ( ﻓﺤﺪﺛﻬﺎ ﻣﺮﻩ ﺃﺧﺮﻱ ﻓﻲ
ﺍﺫﻧﻬﺎ ، ﻓﻀﺤﻜﺖ ) ..... ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺳﺌﻠﺖ ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻳﺎ
ﻓﺎﻃﻤﻪ ، ﺇﻧﻲ ﻣﻴﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ( ﻓﺒﻜﻴﺖ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺟﺪﻧﻲ ﺃﺑﻜﻲ
ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﻪ ، ﺃﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﺃﻫﻠﻲ ﻟﺤﺎﻗﺎ ﺑﻲ ( ﻓﻀﺤﻜﺖ .
ﺗﻘﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﻪ : ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ (
ﻭﻗﺎﻝ :
) ﺍﺩﻧﻮ ﻣﻨﻲ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﻪ (
ﻓﻨﺎﻡ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﺭ ﺯﻭﺟﺘﻪ ، ﻭﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ
ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﻭﻳﻘﻮﻝ :
) ﺑﻞ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﺑﻞ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻷﻋﻠﻲ .. ( ﺗﻘﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﻪ:
ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺃﻧﻪ ﻳﺨﻴﺮ.
ﺩﺧﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺎﻟﺒﺎﺏ ، ﻳﺴﺘﺄﺫﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻚ ،
ﻭﻣﺎ
ﺍﺳﺘﺄﺫﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﺋﺬﻥ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ (
ﻓﺪﺧﻞ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﺭﺳﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﻴﺮﻙ ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ :
) ﺑﻞ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻷﻋﻠﻰ ، ﺑﻞ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻷﻋﻠﻰ (
ﻭﻭﻗﻒ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻄﻴﺒﻪ ،
ﺭﻭﺡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﺧﺮﺟﻲ ﺇﻟﻲ ﺭﺿﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺭﺿﻮﺍﻥ
ﻭﺭﺏ ﺭﺍﺽ ﻏﻴﺮ ﻏﻀﺒﺎﻥ .....
ﺗﻘﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ: ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻳﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺛﻘﻞ
ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ ، ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ... ﻓﻠﻢ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺃﻓﻌﻞ ،
ﻓﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺣﺠﺮﺗﻲ
ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺑﺎﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻣﺎﺕ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻣﺎﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺗﻘﻮﻝ: ﻓﺎﻧﻔﺠﺮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ. ﻓﻬﺬﺍ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺃﻗﻌﺪ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﻛﺎﻟﺼﺒﻲ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﻳﻤﻨﻰ ﻭﻳﺴﺮﻯ ﻭﻫﺬﺍ
ﻋﻤﺮ
ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻳﺮﻓﻊ ﺳﻴﻔﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﻄﻌﺖ
ﺭﺃﺳﻪ، ﺇﻧﻪ ﺫﻫﺐ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺭﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﻣﻮﺳﻲ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺭﺑﻪ ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ
ﻭﻳﻘﺘﻞ
ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ. ﺃﻣﺎ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻭﺍﺍﺍ ﺧﻠﻴﻼﻩ ، ﻭﺍﺍﺍﺻﻔﻴﺎﻩ ، ﻭﺍﺍﺍ ﺣﺒﻴﺒﺎﻩ ، ﻭﺍﺍﺍ ﻧﺒﻴﺎﻩ . ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻭﻗﺎﻝ: ﻃﺒﺖ ﺣﻴﺎ ﻭﻃﺒﺖ ﻣﻴﺘﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
ﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﻳﻘﻮﻝ : ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺈﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ، ﻭﻣﻦ
ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻲ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ ... ﻭﻳﺴﻘﻂ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻣﻦ ﻳﺪ
ﻋﻤﺮ
ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ... ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻓﺨﺮﺟﺖ
ﺃﺟﺮﻱ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﺟﻠﺲ ﻓﻴﻪ ﻭﺣﺪﻱ ﻷﺑﻜﻲ ﻭﺣﺪﻱ....
ﻭﺩﻓﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭ ﻓﺎﻃﻤﻪ ﺗﻘﻮﻝ : ﺃﻃﺎﺑﺖ
ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﺜﻮﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ... ﻭﻭﻗﻔﺖ ﺗﻨﻌﻲ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺗﻘﻮﻝ:
ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ ، ﺃﺟﺎﺏ ﺭﺑﺎ ﺩﻋﺎﻩ ، ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ ، ﺟﻨﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻣﺄﻭﺍﻩ ، ﻳﺎ
ﺃﺑﺘﺎﻩ ، ﺍﻟﻰ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻧﻨﻌﺎﻩ .
إرسال تعليق