من هم الروم في هذا الزمان ؟

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف الخلق سيدنا و حبيبنا محمد و على آله و صحبه وسلم تسليما، اما بعد ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، لقد وقع فينا حزن عضيم نحن العرب بشكل خاص و المسلمين بشكل عام جراء الأحداث التي اصبحنا نعيشها في هذه الأزمنة و التي عرفت مجموعة من الوقائع المترابطة و التي تشن حروبا قاصية على الاسلام و المسلمين و لا شك اخي القارئ و أختي القارئة ان هذه الاحداث لها علاقة واضحة بالأحداث التي حدثنا بها الذي لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فيما يتعلق بآخر الزمان وعلامات الساعة ، و إن هذا النص الماثل بين يديك يخص احدى اعضم الوقائع او يمكن القول بانه اعضم حدث سيعرفه العالم و الذي من الواضح قربت ساعة وقوعه بفعل الوقائع التي نشهدها الان و التي تبث له بصلة واضحة لمن له دراية بأحداث اخر الزمان و الله اعلم بالغيب.

لطالما تحدث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن علامات الساعة و أشراطها، وقد ذكر من بينها هذا الحدث العضيم و الذي سمي بالملحمة الكبرى وعن مراحل وقوعها ومكان حدوثها. انها معركة لم يشهد و لن يشهد لها العالم مثيل والتي ستكون بين المسلمين و الروم و لكن قبلها ستكون هدنة بينهما لقوله صلى الله عليه و سلم في حديث اخرجه الامام احمد «تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا حَتَّى تَغْزُوا أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ فَتُنْصَرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَنْصَرِفُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الرُّومِ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، وَيَقُولُ قَائِلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: بَلِ اللَّهُ غَلَبَ فَيَثُورُ الْمُسْلِمُ إِلَى صَلِيبِهِمْ وَهُوَ مِنْهُ غَيْرُ بَعِيدٍ فَيَدُقُّهُ، وَتَثُورُ الرُّومُ إِلَى كَاسِرِ صَلِيبِهِمْ، فَيَضْرِبُونَ عُنُقَهُ، وَيَثُورُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى أَسْلِحَتِهِمْ فَيَقْتَتِلُونَ، فَيُكْرِمُ اللَّهُ تِلْكَ الْعِصَابَةَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِالشَّهَادَةِ، فَتَقُولُ الرُّومُ لِصَاحِبِ الرُّومِ: كَفَيْنَاكَ الْعَرَبَ، فَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً (راية) تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا» صححه الالباني. 
يرى البعض استنادا للأحداث الحالية ان العدو المقصود-تَغْزُوا أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ -  قد يكون اما الصين، روسيا او نظام بشار الاسد بسبب التعارضات القائمة بشان سوريا و الله اعلم ، ذلك ان الملحمة ستدور أحداثها في مكان في قلب الشام في سوريا و لعله في حلب كما يرى معضم العلماء حيث تحدث صلى الله عليه و سلم عن احداث الملحمة وقال "لاتقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق - أو بدابِقَ - فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا ، قالت الروم : خلوا بينا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون : لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا ، فيقاتلونهم ؟فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدا ، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله ، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبدا ، فيفتَتحِون قسطنطينية..." ،الأعماق كما يؤكد معضم العلماء المسلمين هو مكان في انطاكيا في تركيا و دابق هو مكان في قلب الشام قرب حلب في سوريا. 

لكن السؤال الذي يطرحه العديد و العديد من الناس ويختلف فيه الكثير من العلماء و الذي دفعني أنا بالذات الى البحث عن جواب له هو : من هم الروم في هذا الزمان؟ من هم الروم الذين سنصالحهم نحن المسلمين و الذين بدورهم سنقاتلهم في اعضم معركة سيشهدها تاريخ البشرية؟ ...في محاولتي البحث عن هذا الجواب صادفت و اكتشفت تفكيرين مختلفين و متعارضين تماماً حول من يكون الروم في هذا الزمان، فلكل رؤيته و لكل دلائله .

بالنسبة للتفكير الاول و هو نفس التفكير الذي لطالما تبنيته قبل بحثي هذا و هو كذالك نفس التفكير الذي يتبناه معضم علماء الاسلام المعروفين كمحمد حسان و الذي يعتبر ان امتداد الروم الان او بنو الأصفر هم الأوروبيون و الامركيون ، فالروم هم أبناء العيص بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام و امتدادهم الان في اوروبا كفرنسا ،ايطاليا، بريطانيا ،المانيا و الأمريكان و نحوهم...

اما التفكير الثاني و الذي يتبناه امثال الشيخ عمران حسين و الذي يفسر تاريخيا بان الروم كانت بدايتها من مدينة روما الايطالية و التي يرى بانها ( الروم ) تشكل القسم الغربي من الحضارة الغربية النصرانية في وقتنا الحاضر و التي تعتمد الكنيسة الكاتوليكية البروتستانتية و المتحالفة مع الناتو، وان  ببزوغ الدين النصراني في روما قام إمبراطور روما قسطنطين بنقل الروم من روما الى ما عرفت باسم القسطنطينية ( اسطنبول حاليا)، و هكذا اصبحت هذه هي الروم الثانية و التي عرفت بالامبراطورية البيزنطية ، و عندما استولى سلطان العثمانيين محمد الفاتح على القسطنطينية قبل حوالي 600 سنة انتقلت الروم الى روسيا في موسكو و قد كانت تعتمد الكنيسة الشرقية الارتودكسية و التي هي الكنيسة الام للكنيسة الكاتوليكية الغربية، و هكذا نعرف بان لدينا روم ثلاثة، فالاولى التي فيها الناتو و التي تشن الحرب على الاسلام بالنيابة عن اسرائيل، و الروم الثانية التي كانت في الامبراطورية البيزنطية، ومن تم الروم الثالثة و التي هي الان في اوروبا الشرقية كروسيا و اليونان وصربيا...

فالشيخ يرى ان التحالف الذي سيكون في آخر الزمان لن يكون مع الناتو الذي يقوم على تحالف نصراني يهودي و القرآن في سورة المائدة حرم علينا الصداقة و التحالف مع هؤلاء الفئة حيث قال الله عز و جل : "ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين"، كما انه لن يكون مع الروم الثانية لان اسطنبول ( قسطنطينية) اصبحت مسلمة، بالتالي فالتحالف سيكون مع الروم الثالثة في اوروبا الشرقية، و يرى أيضاً ان المعركة ستكون مع الروم الاولى التي تشكل الناتو و التي ستهاجمنا تحت ثمانين راية ( الراية كما يرى العلماء هي دولة ) كما حاربو افغانستان و العراق و يعدون للهجوم على سوريا و ايران و باكستان و مصر...

وفي الاخير فانني  ارى بان النصارى هم من لهم الحق في ان يقرروا من هي الروم في هذا الزمان، و ارى ان اترك هذا الباب مفتوحا لكم في ان تبدو ارائكم حول الموضوع و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.