ما المقصود بالتحيات لله والصلوات والطيبات
الصلاة عبوديةٌ للهِ عَز وَجَلْ يَتَقَرَبُ بِها العبدُ إلى ربه، فمن هداهُ اللهُ إليها، أُوتي فضلاً عظيماً، ولتحقيق الهداية في عبودية لابد من تعلم تلك العبودية ومعرفة قصدها وإرادتها، ومما ورد في الصلاة دعاء التشهد الأول (التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبي وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ).
والعبد حينَ يدعو بالتحيات في صلاته، يكونُ جالساً بهيئةِ الذليلِ، المُنْكَسر بين يدي ربه، إشارةً إلى تعظيم من هو بين يديه سبحانه، فهي جلسةُ إعترافٍ المذنب أمام ربه ليستغفره، فلا بدّ له من تعظيم مليكه فيه، ليَنظُر إليه بعين الرحمة والمغفرة، ولأهمية هذا الدعاء فقد علمهُ النبي عليه الصلاة والسلام لصحابته كما يُحَفِظَهُم سورة من القران.
التحياتُ هي ما يُلقى على المُلوكِ من تحيةٍ وتعظيمٍ ودعاءٍ لهم، وانكساراً أمامهم، فهي مشتقة من الحياة، فهذه ا التحيات لا تكون إلا لملك الملوك، وحده فهو المستحق لها بجمال الكمال سبحانه، وقد عُطفَت عليها الصلوات، وهي لفظٌ عامٌ جامعٌ لكل صلاة، ويُقصدُ بها الدعاء، و الذي من أشكاله الصلاةالمفروضة والنوافل، فهي لا تكون إلا لله وحده، فقد جاءت بعد التحيات، لبيان أن صاحب التحيات هو الذي يستحق الصلوات، وقد جاء هذا البيان في سورة الفاتحة حين بُدِأَتْ بالحمد والثناء على الله، من قوله تعالى، الحمد لله رب العالمين إلى قوله تعالى، مالك يوم الدين،
مع جواز القول سلام عليك، ولكن جاء استخدام المَصْدَرِ من سلم، مع إدخال الالف ولام الإستغراق عليه ليفيد بذلك المبالغة بالسلام عليه، وكيف لا، وهو أعبَدُ عبادِ الله لله وأتقاهم له، فمن بلغَ بهذا المنزلة، بلغ المنزل ووصل، فالسلامُ هنا دعاءٌ لله بأحد أسمائه، وهو السلام لسلامة النبي من كل ما يسيئه ويؤذيه، وينقص من قدره، فهي تعويذة لتحصينه صلى الله عليه وسلم، باسم ربه السلام.
إرسال تعليق