اول من حاول الطيران أول من حاول الطيران في العالم هو العالم العربي عباس بن فرناس ، واسمه أبو القاسم عباس بن فرناس بن فرداس ، وهو مخترع وفيزيائي وفيلسوف وشاعر أندلسي ، عاش في قرطبة في القرن التاسع الميلادي ، وعاصر خلفاء الدولة الأموية وتقرب إلى مجالسهم ، حيث عاصر الخليفة الأموي الحكم بن هشام ، ومن بعده عبد الرحمن الناصر لدين الله ، ثم محمد بن عبد الرحمن الأوسط . كانت له أبحاث في الرياضيات والفيزياء والفلك والكيمياء ، واشتهر حتى يومنا هذا بمحاولته الطيران ، ويعده العرب أول طيار في التاريخ كافة . وقيل أنه توفي في عام 888 م . كان تبحر ابن فرناس في الشعر ومعرفته بعلوم الفلك سبباً في تمكنه من دخول بلاط الخليفة الأموي في الأندلس عبد الرحمن الناصر لدين الله والمعروف بالثاني ، واستمر بعدها في التردد على مجلس خليفته في الحكم محمد بن عبد الرحمن الأوسط ، وذلك لكثرة اختراعاته . وقد ذكر بعض المؤرخون أن ابم فرناس اخترع ساعة مائية سماها " الميقاتا " ، وكان أول من وضع تقنيات التعامل مع الكريستال ، وصنع عدة أدوات ومرايا لمراقبة النجوم . ومن الواضح أن عباس بن فرناس قام بتجربته في الطيران بعد أبحاث رياضية وفيزيائية وتجارب جادة ، وقام بشرح وتبسيط تلك الأبحاث أمام العامة ليدعوهم إلى رؤية مغامرته في الطيران ، وليدلل لهم أنها قائمة على أسس علمية ، وقد ذكر احد المؤرخين المعاصرين لتلك الحادثة بقوله : " فاحتال في تطيير جثمانه، وكسا نفسه الريش على الحرير، فتهيأ له أن استطار في الجو ، فحلق فيه حتى وقع على مسافة بعيدة " ورغم النقد الذي ناله ابن فرناس من معاصريه ، إلا أن محاولته ستظل الأولى والموثقة تاريخياً في الطيران ، والتي مهدت الطريق بعد ذلك لعلماء من بعده ساورا على نهجه . ويذكر أن المؤرخين في ذلك العصر دارت بينهم مقولة أن ابن فرناس لم يدر أن الطائر إنما يقع على زمكه ، أي ذيله ، ولم يعمل له ذنباً ، وذلك لأن ابن فرناس وقع أثناء هبوطه وتأذى في مؤخرته مما منعه من إعادة المحاولة مرة أخرى . وقد قال احد شعرائه المعاصرين وكان يدعى مؤمن بن سعيد شعراً سخر فيه من ابن فرناس بقوله : بطم على العنقاء في طيرانها ... إذا ما كسا جثمانه ريش قشعم . وتبع ابن فرناس عالمان عربيان آخران ، الأول هو أبو العباس الجوهري ، العالم اللغوي صاحب معجم تاج اللغة وصحاح العربية المتوفى سنة 393هـ ، فقد قام الجوهري بتجربته الفريدة هذه في نيسابور ، حيث صنع جناحين من خشب وربطهما بحبل ، وصعد سطح مسجد بلده وحاول الطيران أمام حشد من أبناء مصره ، إلا أن النجاح لم يحالفه فسقط ميتاً . والعالم الثاني ، غير معروف اسمه ، عاش في مدينة القسطنطينية ، فدرس التجارب التي قام بها من سبقه من الرواد ، وتوصل إلى أن أجنحة الريش لا تصلح لطيران الإنسان ، ورأى أن يصنع أجنحة من القماش فقام بتجربة أمام الناس ، وكان من بينهم الإمبراطور البيزنطي كوفينوس ونخبة من حاشيته فحاول الطيران من رأس برج عال، إلا أن أمله تحطم بعد أن أسلم نفسه للريح، حيث إن جناحي الخشب لم يقويا على حمله ، وكان ذلك في حدود سنة 1100م
إرسال تعليق