بعد فصل صيفي طويل تتوق النّفس لفصل الشتاء ولمطر يغسل النّفوس لننعش الرّوح برائحة المطر ننتظر بمالئ الشوق سقوط زخّات المطر لتعيد البريق لأوراق الشجر وتملئ الجو برائحة التّراب المشبع بالمطر تذيب ما علق بالجو من غبار ، معلنة بداية جديدة صافية بعيداً عن حم الصيف وحرارته . كيف تتكون السحب :في حالة وجود ضغوطات مختلفة وبرودة و نتيجة تكاثف بخار الماء الموجود في الجو وتحويله من الحلة الغازية إلى الحلة السائلة أو الجمود تتكون السحب المشبعة بقطرات الماء والبلورات الثلجية . ولحدوث التحوّلات لا بد من توافر الظروف المناسبة فعمليّة تكاثف الهواء وتكوّن السحب يتطلب استمرار عمليّة إمداد الهواء بالبخار حتى يحتفظ الجو بتشبّعه . ويمكن الوصول لإشباع الهواء بالدّرجة المطلوبة بعدّة طرق تعمل على تبريد الهواء وتقليل قدرته على حمل بخار الماء حيث تقوم أشعّة الشمس بتسخين سطح الأرض وبالتّالي يسخن الهواء الملامس له ويزداد دفء الهواء وبذلك ينشأ في الجو عدم استقرار في الضغط والحرارة مما يؤدّي إلى تيّارات ناشطة صاعدة وهابطة وبذلك يصعد الهواء الساخن إلى أعلى محمّلاَ بذرات المياه ، ويهبط الهواء البارد من الأعلى ليحل مكانه . حينما يسخن الهواء ، تبدأ طبقة عجاجية بالتكوّن وهي المادّة المكوّنة لسحب الأولى وتحدد سماكة السحب المتشكّلة على رطوبة الهواء فيبدأ هطول المطر المتكون من قطيرات الماء فحينما تتجمع قطيرات الماء مشكلة قطرة كبيرة تنفلت بفعل الجاذبيّة الأرضيّة باتّجاه الأسفل وكلّما كان عدد القطرات أكبر كلّما كان انهمار المطر غزيراً . أنواع المطر: للمطر أنواع ثلاث هي : 1. مطر التيّارات الصاعدة : وهو النّاتج عن صعود الهواء المشبع بالماء كما في المناطق المدارية والاستوائية حيث تزداد درجة الحرارة وتتصاعد التيارات الهوائية إلى أن تصل إلى طبقات الجو العليا فتبرد وبعد أن يتكاثف ما بها من بخار الماء يسقط المطر .وتعود غزارة المطر إلى عاملين رئيسيين هما : مقدار بخار الماء الذي يحمله الهواء ثم درجة حرارة الطبقات العليا حيث تصعد السحب المحمّلة بالبخار . 2. مطر الأعاصير : وينشأ نتيجة الرّياح العكسيّة التي تكثر فيها الإنخفاضات الجويّة ( الأعاصير ) وتعد أمطار البحر المتوسّط مثالاً على هذا النّوع من الأمطار حيث يقوم الإعصار بجذب تيارين هوائيين لكل منهما درجة حرارة مختلفة فحينما يتلاقيان يرتفع الهواء السّاخن للأعلى ليتكاثف ما به من بخار الماء وتسقط الأمطار 3. مطر التّضاريس : وينتج عن اصطدام الرّياح المحملة ببخار الماء بكتلة أرضية مرتفعة (الهضاب والجبال) فحينما تصعد الرّياح إلى أعلى المرتفعات تبرد فيتكاثف ما بها من البخار ونتيجة لذلك يسقط المطر .
إرسال تعليق