جابر بن حيان أبو الكيمياء وأول من استخدم علم الكيمياء عبر التاريخ ولد في العام الثانى بعد المائة من الهجرة النبوية الشريفة وكان والده عطار يعمل بالعطارة وانتقل إلي مدينة طوس بسبب احتدام الفتن السياسية في الشام وافتتح والده متجر للعطارة وتوفي بعدها بأشهر بمدينة طوس ونشأ جابر في تلك المدينة فكان مختلف عن باقى إخوته حيث يميل إلى العزلة والوحدة والتأمل بالإضافة إلى تميزه بالذكاء الشديد والفطنة البالغة وكان مما ورد عنه أنه كان متأمل للطبيعة ودائم التساؤل عن كيفية عملها وقد ترك له والده تركة من المعلومات عن فن العطارة واستخدام الزهور الطبيعية والأعشاب وكيفية زراعتها وفوائد كلا منها مما أدى إلي توسع أفقه ونهمه بعلم الكيمياء والتركيبات. وعندما بلغ جابر سن الثلاثين من العمر كانت هذه الحقبة هي بدء غروب شمس الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية وانتقلت الخلافة إلى مقر إقامته وبعد تفكير طويل من جابر قرر الانتقال الى الكوفة ليكون لديه متسع لينهل من العلوم حيث تشتهر الكوفة وقتها بالعلماء والمكتبات وخلال فترة انتقاله كان وقت بداية خلافة أبو جعفر المنصور والتقي جابر بالفقيه الإمام جعفر الصادق وتوطدت بينهم علاقة قوية وعن طريق الفقيه أمد جابر بالكتب اللازمة ليتسع نهمه بالعلم أكثر وأكثر وكان أول كتاب اهداه إليه كتاب القراطيس وهو من الكتب اليونانية المترجمة التي تتحدث عن الكيمياء ويعد جابر من مؤسسي علم الكيمياء التجريبى حيث كان يستخلص معلوماته من خلال التجارب وساعدته التجربة علي الاكتشافات المتعددة فكان كثير الاكتشافات وقد وصفه ابن خلدون وهو بصدد الحديث عن علم الكيمياء بأنه إمام المدونين ويسمى علمه بعلم جابر وقد دون سبعون رسالة مازال بعضها لغزا حتى الآن وقال عنه أبو بكر الرازى في سر الأسرار بأنه من أعلام العرب العباقرة في علم الكيمياء وقال عنه الفليسوف بيكون بأنه علم العالم كله علم الكيمياء وقال عنه العالم الكيميائي بيرتيلو بأنه له في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق وقد بلغ ما نسب إليه أكثر من ثلاثة آلاف مخطوطة علمية وإن كان البعض قد نسب بعضها لغيره ولكن أغلبها له من إبداعته وقد ترجمت أعماله في القرون الوسطى فهو أول من استحضر ماء الذهب واكتشف حمض الهيدروكليك وحمض النتريك ونجح في عمل أول عملية تقطير في العالم وله اكتشافات متعددة لو ذكرناها لما كفينا ولا وفينا توفى عن عمر يناهز الخامس والتسعين بعدما ترك تراثا وعلما جعله مخلدا حتى الآن.
إرسال تعليق