عند بناء البيت وإنشاءه تحتاج لمهندس، وعند بناء محل وفيه ديكورات تحتاج لمهندس آخر، المهندس المعماري ومهندس الديكور هي الأسماء التي تتشابك مع بعضها هل هما ذات الشيء؟ أم أنّ الهندسة المعمارية أشمل؟ وهل مهندس المعماري بإمكانه أن يكون مهندس ديكور؟ وما وظيفة كل منهما؟ الهندسة المعمارية هي دراسة خمس سنين هندسة بهدف الحصول على المعرفة والخبرة العملية في مجال التصميم أو التنفيذ للمنشآت، وذلك من خلال تصميم مبنى سكني وتصميم توزيع الحجرات في داخله، أمّا تصميم الديكور فهو خاص بما هو داخل المبنى من تصميم للديكور والألوان وفرش المنزل. تعتبر هندسة الديكور من العلوم التطبيقية المنشقة من الفنون الجميلة وعلوم الجماليات، وقد ارتبط بالهندسة المعمارية ارتباط كبير، وقد ظهرت أنماط متعدد للديكورات منذ العصور القديمة؛ فظهرت المباني بأشكال متعددة ذات ديكور داخلي خاص فهناك الديكور الإسلامي، وهناك النمط الفرعوني، والروماني وغيرها. ويهتم هندسة الديكور بالفراغ داخل المبنى، وكيفية التحكم في هذا الفراغ وإدارته بحيث يبدو بأجمل منظر مع استيفائه لشروط المعيشة، وهو المسئول عن التصميم الجمالي والتنسيق المتناغم بين المكونات الحسية والشعورية، فللحجرات الصغيرة ديكور خاص بها، وللحجرات الواسعة ديكور خاصة بها أيضًا بما يتناسب مع الدافع الشعوري للراحة بها، وتصميم الديكور ليس مقتصرًا على بناء الديكورات وحسب بل لتنسيق الأثاث وخاماته وأسلوب التوزيع والألوان. بإمكان مهندس العمارة أن يصبح مهندس ديكور ولكن بعد دراسة المسافات المتعلقة بالديكور والتي هي بالأصل من علوم الفن، وتكون لديه الخلفية العلمية عن دراسة المساحات والتقسيمات وغيرها في الهندسة المعمارية. وإنّ أهم المواضيع والدراسات الخاصة بهندسة الديكور التالي: أولًا: دراسة علم الجمال الجمال الحسي (Sensory beauty): وهو كل ما يتعلق بالمكونات الحسية للإنسان، فالإنسان له خمس حواس رئيسية، ترتاح في بعض الأماكن لاحتوائها على نمط هادئ، على عكس أنماط أخرى مزعجة لعدم استيفائها بالشروط الحسية للإنسان. ويتمثل الجمال الحسي بالجمال البصري والجمال السمعي واللمسي والتفاعل بالرائحة، والطرق المثلى لتطبيق هذا الجمال بأن يكون مقتبس من الطبيعة سواء كلون الأشجار وشكل الأزهار، وكذلك الأصوات للموسيقى وقع من تغريد الطيور؛ فالديكور المستخلص من الطبيعية هو الأقرب لشعور الإنسان وراحته. الجمال الشعوري(Emotional beauty): وهذا الجمال يكون بعد الانتهاء من الجمال الحسي، وذلك كخطوة إضافية بالأغلب تكون في المرافق السياحية والفنادق والاستراحات، ويهتم هذا النوع من الجمال بمشاعر الإشباع والرضا والسعادة والاستمتاع. ثانيًا: دراسة الفنون الجميلة: وتتمثل في الرسم والنحت والعمارة والموسيقى والشعر مع دمج بعض الفنون الأخرى، وتكون الدراسة تفصيلية وذلك لأنّ أصل علم الديكور هو من الفنون الجميلة. ثالثًا: دراسة الفنون التطبيقية: وهو تطبيق يشمل الدمج بين أسس الجماليات مع التصميم التصوري للوصول إلى الشكل النهائي لشيء ملموس: كالأثاث، والأواني، وغيرها. ومجال الفنون التطبيقية واسع يتضمن التصميم الصناعي وتصميم الرسوم، وتصميم الأزياء والفن الزخرفي وأخيرًا تصميم الديكور. يحتاج مهندس الديكور أن يكون ملمًا بالدراسات السابقة مع التخصص في الفنون التطبيقية في هندسة الديكور، بحيث يدرس تحويل الفراغ المكاني للمباني إلى ديكورات مستوفية للشروط الفنية التي درسها.
إرسال تعليق