ما هو الزرنيخ

تحتوي الطبيعة على الكثير من العناصر المتواجدة فيها، إمّا تكون على شكل عناصر خالصة صرفة، أو تكون على شكل مركبات كيميائية، يتم فصلها بطرق الفصل الكيميائية والفيزيائية المختلفة. وعرف الإنسان الكثير من هذه العناصر، واستخدمها في حياته، واستفاد منها في الكثير من جوانب الحياة المختلفة، أحد هذه العناصر عنصر الزرنيخ (Arsenic). وهو عنصر معروف أيضا بإسم (سم المشاهير)؛ لإستخدامه كسم قاتل لكثير من الشخصيات التاريخية والمشاهير، نظرا لدرجة سميته العالية، وهو لا يملك رائحة ولا لون ولا طعم، كما أنّه من الصعب إكتشافه في الجسم. ويعتقد أنّه سبب موت نابليون و بيتهوفن وكثير من المشاهير. الزرنيخ عنصر لا فلزي صلب ، لونه معدني رمادي ، يقع في المجموعة الخامسة في الجدول الدوري الحديث، وله العدد الذري 33 ورمزه الكيميائي (AS). تبلغ نسبته في الطبيعة 4×10-6% وهي كميّات غير إقتصادية . ويوجد الزرنيخ في الطبيعة في خامات كثيرة منها بيريت الزرنيخ- (مركب كيميائي من الحديد والكبريت والزرنيخ)- و بيريت زرنيخي – (مركب كيميائي من الحديد والزرنيخ)- وكبريت الزرنيخ – (مركب كيميائي من الكبريت والزرنيخ)- ورباعي كبريت الزرنيخ. يعود تاريخ إكتشاف الزرنيخ الى 2500 قبل الميلاد ، أمّا عن فصله كعنصر مستقل فكان من قبل الكيميائي الألماني ( ألبيرتوس ماغنوس ). وقد أكتشف سميّة هذا العنصر ( بطرس اوبونوس ). ووصفه كأشد وأقوى المواد السامّة في الطبيعة. ويوجد الزرنيخ في جسم الإنسان بكميّات قليلة حوالي 10 مليغرام، فهو يحفز إنتاج هيموغلوبين الدم. وتحتاج بعض الكائنات الى وجود الزرنيخ بنسبة بسيطة معينة في غذائها لنموها. تعددت إستخدامات الزرنيخ قديماً وحديثاً، قديماً أستخدمه الفراعنة لتحنيط موتاهم، حيث يقومون بطحن مادة الزرنيخ وخلطها بالماء ويغسلون جسد الميت بإستخدامها. وأيضاً أستخدم كسم قاتل عندما أكتشفت سميّته. وتظهر أعراضه ببطء وهي كثيرة ويصعب الشك في شبهة التسمم بهذه المادة، ويتحدد ذلك بالفحص الدقيق. وقيل الزرنيخ هو سم ودواء، فاستخدم كسم ودواء، حيث استخدمت مركبات الزرنيخ المختلفة في علاج الكثير من الأمراض منها الروماتيزم والأمراض التناسلية والسكري والربو والسل وغيرها. وفي دراسة حديثة قامت بها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، فقد عثروا على بكتيريا تتواجد في أعماق بحيرة (مونو ليك) المالحة في كاليفرنيا تتغذى على الزرنيخ وتحوله إلى بروتينات ودهون. وعن أهمية هذا الإكتشاف قال البروفسور آرييل إنبر: ( الجديد هنا هو أن الزرنيخ يستخدم كمادة مكونة لبناء الكائن حي )، فبالإضافة إلى ما يعتبره العلماء العناصر الأساسية لتكوين الحياة ونموها مثل الكربون والأكسجين والنيتروجين و الكبريت، فيضاف إليها الزرنيخ كعنصر من عناصر الحياة.