العيش إلى ما بعد ترامب"، عنوان مقال يفغيني ساتانوفسكي، في "كوريير" للصناعات العسكرية، حول فشل الأمريكيين والأتراك في التوصل إلى اتفاق حول منبج السورية، نحو تهميش الدور التركي.
ومما جاء في مقال ساتانوفسكي الطويل: لم تتفق السلطات الأمريكية والتركية بخصوص مدينة منبج السورية. ذلك ما أعلنت عنه، في إحاطة صحفية، رئيسة دائرة الصحافة بالخارجية الأمريكية، هيثر نويرت.
تجدر ملاحظة أنه لا مجال لتراجع الأمريكيين. فقد سلموا عفرين لتسوية خط الجبهة ونتيجة خطورة تعزيز التعاون بين الأكراد والسلطات السورية. ولكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة مستعدة لترك الأتراك يسرحون ويمرحون، ناهيك بنقل مناطق واسعة من الشمال السوري إلى سيطرتهم. فلو أرادوا في البنتاغون (وهناك يتم رسم حدود السياسة الأمريكية في سوريا) استخدام أنقرة كحليف لفعلوا ذلك من زمن بعيد. لكن العسكريين تخلوا عن هذه الفكرة، والأمر الذي أصدره ترامب العام الماضي بوقف أي شكل من برامج إعداد المعارضة السورية مع الأتراك يدل على أن البيت الأبيض ليس بصدد الوصول إلى أي حل وسط مع أردوغان.
مشاورات بومبيو، تهدف إلى شيء واحد، هو تعطيل شراء أنقرة لمنظومة إس-400 الروسية. الآخرون ليسوا في متناول يده. فليس لديه قنوات تواصل مع موسكو ودمشق وطهران.
وأضاف ساتانوفسكي: فيما العسكريون، يعملون بشكل بناء مع موسكو، همّش البيت الأبيض بيديه الدبلوماسية الكلاسيكية كوسيلة للتوصل إلى اتفاقات مع روسيا وجمهورية إيران الإسلامية. فدور وزارة الخارجية الروسية كمركز خبرة استراتيجي رئيسي لتطوير سياسة روسيا الخارجية محط استخفاف، فلم يبق إلا الدعاية والوظائف التقنية. لا أحد من الشركاء الغربيين يتحدث معها (الخارجية) حول مواضيع جادة. تحولت الجغرافيا السياسية إلى دبلوماسية عسكرية سياسية. وقد أسس هذا الخط الأمريكيون في فترة ترامب بالذات.
ومن هنا يأتي حديث قيادة الدبلوماسية الروسية عن أن "موسكو مستعدة دائما للحوار، على الرغم من صعوبة السياسة الخارجية"، والملاحظات ذات النبرة الاعتذارية في الحوار مع الغرب. فمن دون حوار، يتم التقليل من دور وزارة الخارجية الروسية في تطوير القرارات، ويتم تحويل الوزارة إلى منظومة تقنية.
الوضع مشابه في الولايات المتحدة، حيث لا يفهم ترامب دور الدبلوماسية، التي يعتبرها ثرثرة. أما الاقتصاد عند الأمريكيين فمسؤول عنه إما ترامب أو وزارة المالية، وصهر ترامب جاريد كوشنر، الذي تصدم مشاريعه في الشرق الأوسط الدبلوماسيين الأمريكيين والبنتاغون، مسؤول عن الخطوات السياسية. وظيفة وزارة الخارجية معلوماتية بحتة.
إرسال تعليق