عرضت شركة آبل على مدار الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها السنوي للمطورين WWDC المنعقد حاليًا في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا الأمريكية خريطة الطريق للسنة القادمة، إلى جانب إعلانها عن أحدث نسخ من مناصتها البرمجية للأجهزة، بحيث تحصل الهواتف على تحسينات في الأداء وخدمات تهدف إلى مساعدة الأشخاص على مكافحة إدمان الاستخدام، في حين تحصل أجهزة ماكنتوش Mac على تطبيقات آي أو إس iOS وتقنيات التعلم الآلي الجديدة، بينما تحصل ساعتها الذكية Apple Watch على عدد من الترقيات.
إذ منذ ظهور فضيحة بيانات كامبريدج أناليتيكا واسعة النطاق التي تسببت بمشاكل كبيرة لشركة فيسبوك، فإن تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل لم يبد أي عجز حيال سوء تصرف عملاقة التواصل الإجتماعي فيما يتعلق ببيانات مستخدميها، ويبدو أن الوقت قد حان لاتخاذ شركة آبل خطوات خاصة بها من أجل التشويش على أدوات تتبع الويب لمواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عن طريق حظرها من متصفح سفاري في كل من أنظمة MacOS Mojave و iOS 12، وبعبارة أخرى، يبدو أن الحرب الكلامية بين فيسبوك وآبل قد أصبحت فعلية.
وقالت آبل في بيان: “ضمن متصفح سفاري، تساعد ميزة منع التعقب الذكية المحسنة ITP2 على حجب أزرار الإعجاب أو المشاركة وعناصر التعليق ضمن وسائل التواصل الاجتماعي من تعقب المستخدمين دون إذن، بحيث لن يمنعك هذا الإجراء من القدرة على استخدام أزرار الإعجاب Like والمشاركة Share أو كتابة تعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي، ولكنه يتطلب منك اتخاذ خطوة إضافية لتأكيد رغبتك في مشاركة بياناتك عبر نافذة منبثقة تحذر من هذا الأمر”.
وبحسب الإعلان فإنه في حال عدم موافقة المستخدم على مشاركة البيانات، فلن تتمكن منصة فيسبوك من تتبع بيانات العميل على الإطلاق، وهو أهم مهم بالنسبة للأشخاص الذين لا يمتلكون حسابًا على فيسبوك ولكن لا يزال من الممكن تتبع بياناتهم من قبل الشبكة الإجتماعية، كما عرضت الشركة تطبيق Screen Time الجديد، والذي يهدف إلى مساعدة المستخدمين على تقليص استخدامهم للأجهزة، مع عرضها إنستاجرام Instagram وفيسبوك Facebook كحالات اختبار.
وتعد هذه خطوة كبيرة من جانب آبل، وتأتي بعد تعليقات تيم كوك بأن بيانات المستهلكين والخصوصية هي حق مدني وحق من حقوق الإنسان، حيث أجاب كوك حول كيفية تعامله في حال تعرض لفضيحة مماثلة لفضيحة بيانات فيسبوك خلال مقابلة مع MSNBC، فأجاب بأنه لن يكون في هذا الموقف، وكان كوك قد أعرب في وقت سابق عن قدرة شركة آبل على تحويل بيانات المستخدمين بسهولة إلى مبالغ مالية ضخمة، ولكنها اختارت الاعتماد على أسس أخلاقية.
كما عرضت آبل نظامًا جديدًا يزيد من صعوبة جمع معلومات حول المستخدمين أثناء تصفحهم عبر الويب، مما يجعلها لا تكتفي بشبكات التواصل الإجتماعي، بل تعمل أيضًا على زيادة صعوبة تتبع شبكات المعلنين للمستخدمين استنادًا إلى أنواع الأجهزة التي يستخدمونها والمكونات الإضافية القديمة التي يستخدمونها، إذ عندما يزور الأشخاص المواقع، يمكن للمعلنين استخدام خصائص أجهزتهم لإنشاء ما يسمى ببصمة الإصبع لتعقبهم.
وقالت آبل إن هذه الأنواع من المؤشرات يمكن أن تسهل على المعلنين تتبع المستخدمين بدقة عبر مواقع متعددة والحصول على صورة أفضل لك، ومع إعلانات الشركة يوم أمس أصبح من الصعب على المعلنين معرفة من أنت وماذا يعجبك، حيث بإمكان مثل هذه الخطوة جعل المدافعين عن الخصوصية سعداء، لكنها ستثير غضب المعلنين والشركات التي يدعمها المعلنون، كما أنها تعد خطوة أخرى في الخلاف مع فيسبوك على مسائل الخصوصية وجمع البيانات.
وكانت شركة آبل قد أضافت في وقت سابق من هذا العام لوحة خصوصية جديدة لأنظمة التشغيل الخاصة بها، بحيث شرحت بلغة واضحة لماذا وكيف وما هي البيانات التي يتم جمعها من أجهزة آبل والتطبيقات المحددة، ويكمن الخلاف بين الشركتين حول طريقة جلب الأموال، إذ تعتمد فيسبوك على الإعلانات المستهدفة المعتمدة على معلومات تفصيلية حول المستخدمين، في حين تعتمد آبل على بيع منتجات الأجهزة.
إرسال تعليق