السائل الأول ...قصة راائعة
رجل غني من الله عليه بالمال الوفير والخير الكثير ، تزوج من امرأة طيبة صالحة محبة للخير ، فكانت نعم الزوجة له ، أما هو فكان من غناه وكثرة ماله شديد البخل أناني الطبع وكانت زوجته تحاول بشتى الطرق كي تصلح من حاله وتهذب خلقه إلا أنه كان عنيداً حاد الطبع .
وفي يوم كان جالساً على مائدة الطعام والزوجة الطيبة جالسة بجانبه تقدم له أطباق الطعام وهو يلتهمها الطبق تلو الآخر ، وأثناء ذلك طرق الباب سائل فقير قد أخذ منه الجوع كل مأخذ يتمنى لقمة كي يسكت بها جوعه ، فقام الرجل الغني ليفتح الباب فلما رأى السائل واقفاً غضب غضباً شديداً واحمرت عيناه وانتفخت أوداجه وانتهره وطرده ثم أغلق الباب بشدة خلفه وهو يسب ويلعن .
فقالت الزوجة : خيراً ، ما الذي حدث ؟! قال : سائل سخيف ، كم أكره هؤلاء الشحاذين . قالت الزوجة : لو أعطيته لقمة . قال : أعطيه لقمة !! هذا مالي لقد تعبت فيه وجمعته بكدي وعرقي أوزعه على هذا وأمثاله !! قالت الزوجة : ولكن الخير كثير ولله الحمد . قال : ماذا ؟ وتردين علي ؟ اسكتي وإلا ألحقتك بأهلك . قالت الزوجة : أتكلمني بهذا الأسلوب بعد هذه العشرة الطويلة ؟! قال : ألا زلت تردين علي اذهبي فأنت طالق .
ودارت الأيام وتوالت الأعوام وشاء الله عز وجل أن تتزوج المرأة برجل آخر مستقيم الخلق هادئ الطبع رقيق القلب وعاشت معه أياماً جميلة ولحظات سعيدة ، أما زوجها الأول فقد زالت نعمته ، وافتقر وساء حاله ، وهكذا هي الأيام لا تدوم على حال . وفي أحد الأيام كانت جالسة مع زوجها على مائدة الطعام يأكلان مما رزقهما الله وإذا بالباب يطرق . فقالت الزوجة : من الطارق ؟ قال : سائل فقير قد أوشك على الموت من شدة الجوع . فقال الزوج : خذي هذه الدجاجة وأعطيها إياه .
فحملت الزوجة الدجاجة فأعطته الدجاجة ورجعت وهي تبكي ، فلما رآها زوجها على هذه الحالة سألها قائلاً : ما الذي يبكيك ؟ ماذا حدث ؟! قالت الزوجة : إن السائل الذي بالباب كان زوجي ، وذكرت له قصتها مع ذلك السائل الذي انتهره زوجها الأول وطرده .
فقال لها زوجها : ومم تعجبين وأنا والله السائل الأول الذي طردني زوجك الأول .
هكذا هي الأيام لا تدوم على حال والنعمة زائلة خاصة لمن لا يعرف حق الله فيها فالواجب على من رزقه الله ومن عليه بالمال والثروة أن يؤدي حق الله ، وأن يزكي ويتصدق على الفقراء والمساكين واليتامى والسائلين ، وأن يحرص على أن يشاركه غيره فيما رزقه الله من نعم
إرسال تعليق