كثرت النصوص الواردة باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وذلك لعظم موقعه وشدة الاهتمام به ، وكثر تساهل أكثر الناس فيه ، قال تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )
روي في صحيح الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )
وقد روي في كتاب الترمذي عن حذيفة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، أو ليوشكن الله تعالى يبعث عليكم عقاباً منه ، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ) قال الترمذي : حديث حسن
وقد روي في سنن أبي الداود والترمذي والنسائي وابن ماجة بأسانيد صحيحة عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال : ( يا أيها الناس ، إنكم تقرؤون هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا عليه يديه أوشك ان يعمهم الله بعقاب منه )
وقد روي في سنن أبي داود والترمذي وغيرهما عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) قال الترمذي : حديث حسن . قلت : والأحاديث في الباب أشهر من أن تذكر ، وهذه الآية الكريمة مما يغتر بها كثير من الجاهلين ويحملونها على غير وجهها ، بل الصواب في معناها : إنكم إذا فعلتم ما أمرتم به فلا يضركم ضلالة من ضل ، ومن جملة ما أمروا به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والآية قريبة من قوله تعالى : ( وما على الرسول إلا البلاغ المبين )
واعلم أخي المسلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له شروط وصفات معروفة ، وأحسن مظنها إحياء علوم الدين
إرسال تعليق