كتبت-رنا الجميعي:
توسّد الشاطئ، ونام، صار البحر أكثر حنانًا عليه، الذي سلّمه لبارئه، طفل سوري انتشرت صورته على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لا دم بها أو قتل، هدوء الصورة ضجّ بالحزن، تفاعل الناس مع الصورة المُلتقطة على بحر إيجة التركي أكثر من صور أطفال أخرى، فيتناقلها المتعاطفون، اسمه ''آلان'' كما أعلنت وسائل الإعلام، باستخدام الفوتوشوب عدّل عليها البعض، ليشيروا من خلالها أصابع الاتهام لمن يروه مجرمًا بحق ''آلان''، هذا ما فعله أيضًا ''حسام محمد''.
''لو مش هتوقفوا الصراع ... لو اضطريتوهم للهرب.. بلاش يهربوا من الموت للموت''.. هكذا كتب ''حسام'' على حسابه معلقًا على صوره التي صممها، مضيفًا ''افتح التأشيرات للسوريين في الخليج''، أما شعار الصور نفسها فكان ''فقط تقبلوا السوريين''، على ضفاف شواطئ أربع دول خليجية، صنع الصور الشاب ليُشير إليهم اعتراضًا على منعهم دخول السوريين أراضيهم.
جسد ''آلان'' كان مسجى على شواطئ؛ الدوحة، الكويت، السعودية ودبي، يقول ''حسام'' أنه يشير إلى هذه الدول بالذات لأنهم ''أغنى من دول أوروبا مجتمعين''، منع التأشيرة بهذه الأراضي قرار عُرفي كما يؤكد المصمم، فأصدقائه السوريين لا يتمكنوا من عمل تأشيرات زيارة لأسرهم، فإدارة الجوازات، حسب كلامه، ترفض استقبال الطلبات بالأساس، وفي قطر فمن يرغب في الدخول عليه التوجه إلى المجلس الوطني السوري، وهو يتبع المعارضة السورية، على حد قوله، ويظل منتظرًا دوره ''لما المجلس الوطني يجيب له موافقة استثنائية من إدارة الجوازات''.
نبعت فكرة البوستر الذي صممه ''حسام'' من صديق له، بدأ الفكرة بدولة واحدة، وهي ''دبي''، ثم طبقها المصمم في بقية الدول التي يراها أولى باستقبال اللاجئين، لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يدعم فيها الشاب السوريين، فعمله من خلال مؤسسة خيرية يجعله متابعًا جيدًا لقضية اللاجئين، كما أنه شارك بدعم القضية أكثر من مرة من خلال قافلة الحياة من أجل سوريا، وحملة إيواء لهم أثناء دخولهم مصر.
لا يعلم ''حسام'' تحديدًا من يقع عليه الخطأ في قضية اللاجئين، فيتساءل هل البداية عند اشتعال الثورات بالدول العربية، أم عند المثقفين الذين تأخروا بدعم الثورة السورية ''بحجة الممانعة''، أم هي الدول ''اللي اتكسف تصد نظام بشار فدفعت فلوس للجهاديين اللي ساهموا بشكل ما في الوضع المأساوي''.
يقول ''حسام'' إنه ما إن وقعت عيناه على جسد ''آلان'' المتوسد الشط، رأى فيه ابنه ''النومة دي بالدراع المقلوب هي نومة ابني بالظبط، من غير أي زيادة أو تغيير''
إرسال تعليق