تاب ..!! هوه يعني كان بيعمل اي-مدونة اجتهاد الاسلاميةه؟!!
الحديث
عن التوبة والأوبة لله غالباً ما يتعلق في أذهان الناس بأصحاب المعاصي
الكبيرة كالزنا والقتل والسرقة والخمر أو بعض المشاهير الذين أفسدوا وأضلوا
وألهوا الناس.
لذا
إذا ذاع بين بعض من الأهل والأصدقاء خبر توبة فلان أو توجهه للاستقامة على
شرع الله، وكان هذا الشخص معروف بعدم وقوعه في الزنا أو مثل هذه الكبائر
برغم من تهاونه في أمور كثيرة فيتعجب من حوله ولسان حالهم يقول يتوب من ايه ؟ هوه عمل حاجة أصلاً !!! ده لسه صغير ! ده عايش في حاله ! ده غلبان !
وغيرها من الكلمات المثبطة والتي إن دلت على شىء تدل على جهل قائلها.
فالتوبة تكون من صغائر الذنوب كما تكون من كبيرها ، والإصرار على الصغيرة كبيرة.
والتوبة تكون من ترك المأمور كما تكون من فعل المنهي
فإن الشخص الذي لا يصلي ولا يذكر ربه ولا يفعل الخيرات يحتاج للتوبة لأنه عاصي للأمر ربه وإن كان لا يزني ولا يشرب الخمر ولا يقتل .
المأمورات والمنهيات
أمرنا
الله تعالى بجملة أمور كالتوحيد والصلاة والصوم والصدقة والزكاة والعمرة
والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام والجهاد في سبيله وتعلم العلم وتعليمه
وغيرها كثير من الأمور الواجبة والمستحبة
ونهانا
عن أمور كالشرك والقتل والزنا والكذب والسرقة وقول الزور والخوض في
الأعراض وموالاة الكفار والغيبة والنميمة وغيرها الكثير منها الحرام ومنها
المكروه
فالمؤمن مطالب بفعل المأمور وترك المنهي عنه
وترك فعل المأمور أعظم عند الله من الوقوع في المنهي ،
قال سهل بن عبدالله التستري : ترك
الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهي ، لأن آدم نُهي عن أكل الشجرة فأكل
منها فتاب عليه ، وإبليس أُمر أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه.
وذلك
لأن فعل الأمر تحقيق للعبودية وسبب لمحبة الرب للعبد ، وقد ذكر الشيخ بن
القيم رحمه الله تفصيل هذه المسألة في كتابه الفوائد من ثلاثة وعشرين وجه.
فالذي
يتوب أو يندم على مضى فلا يندم فقط على وقوعه في المعاصي واقترافه الذنوب
ولكن يندم أكثر على تضيعيه للطاعات وعدم أداء الواجبات وتقصيره في العبادة
التي من أجلها خًلق.
لذلك فإن إعراض العبد عن تنفيذ أوامر الرب لأمر عظيم .. حتى وإن لم يقع فيما نهاه عنه ، فالواجب
على كل من تحدثه نفسه بالتوبة ألا يشغله عنها نظره لأصحاب كبائر الذنوب
وقياسه لحاله بالنسبة لهم فيهون عليه أمر ذنبه فيترك التوبة ، فلو
هان في نظرك ذنبك .. تذكر إعراضك عن الأمر وتركك للواجب وتخلفك عن ركب
السائرين إلى الله بطاعته الذين يرجون محبته ويبتغون رضاهـ .
والله
أسأل أن يجعل ما كتبته وقرأتموه زاداً إلى حُسن المصير إليه ، وعتاداً إلى
يُمن القدوم عليه ، إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا نعم الوكيل.
إرسال تعليق